السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتى سهير أحب أولاً أن أحييكِ على موضوعاتك الجميلة التى تسعدينا بها دائماً .
أما بالنسبة لرسالتك فهى تحتوى على ثلاث أسئلة أو ثلاث مشاكل :-
1 – مشكلة العدوان .
2 –مشكلة العناد والعصبية .
3 – التدليل الزائد عن الحد .
أن طفلك الآن فى مرحلة الطفولة المبكرة والتى تبدأ من سن 3 حتى 5 سنوات
وسوف أتناول فى البداية المشكلة الأولى وهى مشكلة العدوان
العدوان :- هو أي سلوك من شأنه إيقاع الأذى الجسدي أو النفسي أو الألم بالذات أو بالآخرين أوبالأشياء، حيث يظهر بين الأخوة داخل الأسرة وبين الطلاب في المدرسة وفي الشارع والأماكن العامة .
ويظهر العدوان بشكلين وهما :
1 - العدوان اللفظى : - ويظهر من خلال الشتائم والألفاظ البذيئة التى يلقيها الطفل على الغير .
2 – العدوان البدنى : - ويظهر من خلال ضرب الطفل لغيره .
أسباب العدوان : -
1- التعرض لخبرات سيئة سابقة: كأن يكون الطفل قد تعرض لكراهية شديدة من قبل معلمه أو من قبل زملائه الطلاب أو رفض اجتماعي عام و غيرها مما يدفع به إلى العدوانية في السلوك .
2 - الكبت المستمر: فقد يعاني الطفل ذو السلوك العدواني من كبت شديد ومستمر في البيت من قبل والديه أو أخوته الكبار، أو من المدرسة من قبل المعلمين ، فيؤدي هذا الكبت إلى دفع الطفل للتخفيف والترويح عن نفسه و إفراغ الطاقة الكامنة في جسمه والتي تظهر على شكل عدوانية إنتقاماً من مواقف الكبت المفروضة عليه .
3 - التقليد: وهذا سبب مهم، حيث في كثير من الأحيان يظهر السلوك العدواني بدافع التقليد لما يُقدم في الأفلام والمسلسلات حتى الكرتونية منها، ونجد في بعض الأحيان أن التقليد يكون للأب أو أحد الأخوة أو أحد أفراد المجتمع الذين يتسمون بالعنف و العدوانية، وفي النهاية نجد أن الطفل يقلد هذه المصادر .
4- الشعور بالنقص: قد يدفع شعور الطفل بنقصه من الناحية الجسمية أو العقلية أو النفسية ، كأن يفقد أحد أعضائه ، أو يسمع من يصفه بالحمق والغباء والألفاظ الجارحة ، مما ينعكس على سلوكه تجاه الآخرين .
5- الفشل والإحباط المستمر: قد يكون عامل الفشل كالرسوب المتكرر ، أو الفشل في شؤون الحياة الأخرى كالهزيمة في المسابقات والرياضات ، يؤدي الى التصرف بعدوانية كرد فعل تجاه هذا الفشل و الإحباط .
والأحباط :- هو حالة شعورية تنتاب الفرد إذا مافشل في تحقيق أمر ما يريد الوصل إليه وذلك نتيجة لوجود عائق أو قمع من سلطة أعلى ونتيجة لذلك يعبر الفرد منهم عن الإحباط بمظاهر مثل مص الإصبع أو قضم الأظافر أو التبول اللاإرادى أو ألكلام الطفولي .
6- تشجيع الأسرة على العدوان : فهناك بعض الأسر تشجع الطفل على العنف والقسوة و العدوانية في التعامل مع الحياة ومع الناس ، فيظهر ذلك جلياً في أبنائها حيث تظهر عندهم آثار العدوانية في ألعابهم وتعاملهم مع أقرانهم .
ونصيحتى لكِ عزيزتى للتغلب على العدوان عند طفلك : -
1 – لابد أولاً أن تتعرفى على السبب فى عدوان طفلك وتعالجيه فإذا كان يعانى مثلاً من العدوان بسبب أحباط قد تعرض له فيجب عليكِ رفع روحه المعنويه وتخليصه أولاً من هذا الشعور .
2 – أبتعدى تماماً عن الشجار مع الأب أو أحد الأبناء أمام الطفل حتى ولو كان شجار أو خلاف عادى .
3 - إحاطة الطفل بالرعاية والعطف والحب وأحساسه بالدفء الأسرى والحنان من قبل الأسرة لأن شعوره بالأمان يجعله يبتعد عن العدوانية التى تكون من وجهة نظره العامل الوحيد للدفاع عن نفسه وحمايه ذاته .
4 – الأبتعاد التام عن تحريض الطفل على العدوان من قبل الأسرة وهذا للأسف ما تفعله أغلب الأسر العربية بأن تقول للطفل ( أذا ضربك أحد فضربه ) وليس معنى كلامى هذا أن نعود الطفل على السلبية وعدم أخذ حقه ولكن لابد أن نعود الطفل على أخذ حقه ولكن بالطريقة السليمة كأن يشكو لمعلمته أو مديرة المدرسة أو للأسرة .
وهذا حتى نعلمه أن أخذ الحق عمل إيجابى ولكنه يجب أن يتم بطريقة سليمة .
5 – أبتعدى عزيزتى عن مقارنه الطفل بأخوته لأن ذلك يدفعه للعدوانية أذا شعر أنه أقل منهم فى القدرات وكذلك يجب أن تبتعدى عن مقارنته بأصحابه فى المدرسة حتى لا يكرههم ويدفعه هذا للعدوان عليهم .
واعلمى أن ليس كل الأطفال متساويين فى القدرات حتى أذا كانوا فى نفس السن لأن توجد فروق فردية بين الأطفال .
6 - أشتركِ له فى نادى وأجعليه يمارس رياضة مثل الكراتيه وذلك لتفريغ الطاقات التى توجد بداخله فى عمل إيجابى .
7 - إبعاد الطفل تماماً عن مشاهدة أفلام العنف لأنه بعد أنتهاء الفيلم أو موقف العنف الذى يشاهده يميل بعد ذلك لتقليده .
8 - أشغلى الطفل بما يفيده في وقت فراغه .
9 - لا تتحدثى مع الطفل بصوت مرتفع وكذلك تجنى العصبية مع الطفل حتى لا يثير أعصابه ويدفعه للعدوان للدفاع عن ذاته .
10 – تجنبى تماماً العقاب البدنى للطفل وعاقبيه بأسلوب آخر كأن تحرميه من شئ يحبه أو من مكان يحب أن يذهب إليه .
أما بالنسبة للمشكلة الثانية وهى مشكلة ( العناد والعصبية )
فالعناد عند الأطفال :- هو( تشبث الطفل برأى معين فى موقف معين وأصراره على تنفيذه لأثبات وجوده وشخصيته المستقله ) .
ولهذا نؤكد دائماً أن لعناد الطفل شق إيجابى وشق سلبى وهذين الشقين هم فى نفس الوقت أسباب العناد والعصبية عند الأطفال
الشق الإيجابى هو أن العناد المعتدل مؤشر إيجابيّ على شعور الطفل الطبيعي باستقلاليّته، وأنه أصبح قادراً على الاعتماد على نفسه .
أما الشق السلبى وهو يتمثل فى رفضه للأوامر التى تملى عليه من قبل الوالدين وهذا أيضاً لأثبات وجوده وشخصيته المستقله فهو بمجرد أنه أصبح لديه القدرة على قضاء بعض أحتياجاته بنفسه يشعر بذلك بأستقلاليته التى يريد أن يظهرها على الوالدين والأخوة فلهذا يعاند .
ونصيحتى لكِ للتغلب على عناد طفلك :-
1 - أبتعدى عن إرغام الطفل على الطاعة .
2 - عليك بتقديم الأوامر له بهدوء وبلطف وبدون تشدد أو تسلط ، وقومي بالربت على كتفه أواحتضنيه بحنان ، ثم اطلبي برجاء القيام ببعض الأعمال التي تريدين منه أن يقوم بها.
3 - تجنبي دائماً إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
4 - شرح مفهوم طاعة الوالدين من منظور ديني ، وتوضيح الأجر الرباني الذي يترتب على هذه الطاعة وضرب نماذج وقصص مسلية لأطفال أو أناس مطيعين وقد أخذوا حظهم نتيجة طاعتهم فالطفل فى هذه المرحلة يتأثر جداً بهذه القصص ويحاول أن يكون هو بطلها لقصة مشابهة ولكن فى الواقع .
5 - المناقشة و التفاهم مع الطفل والحوار الدافئ المقنع حتى يقتنع بالشئ التى تريدين منه عمله وحتى لا يشعر هو بأنه مجرد أمر من والديه .
6 - الابتعاد عن النقد و العقاب العنيف : لفظيا أو جسديا .
7 - عدم صياغة طلباتنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض .
8 - عدم وصفه بالعناد على مسمع منه أو على مسمع من الآخرين أمامه .
9 - عدم مقارنته بأطفال آخرين .
10 - المدح و الثناء والجزاء عند فعل أي شيء إيجابي ونتجنب أيضاً الثناء المادى حتى لا يدخلنا هذا فى مشكلة ثانية وهى ربط الطفل العمل الإيجابى الذى يقوم به بالمال أو الشئ المادى .
وأحب أن أطمئنك أن العناد هو سمه أساسية فى الأطفال فى هذه المرحلة ولكننا يجب التغلب عليها حتى لا تصبح سمة فى شخصية بدلاً من أنها سمة لمرحلة معينة يمر بها .
أما بالنسبة للمشكلة الثالثة وهى مشكلة التدليل الزائد
فمن الواضح أن طفلك مدلل جداً وذلك واضح من كلامك أنه غير معتاد على أن أحد يرفض له أى طلب وهذا من أشد الأخطاء التى يقع فيها الآباء والأمهات وللأسف أنهم يعتقدون بهذا أنهم يعطون الطفل الحب والحنان الذى يحتاجه ويجعله متميز عن رفاقه .
بل أن الفكرة الصحيحة على العكس تماماً من ذلك لأن التدليل الزائد عن الحد يضر الطفل ويجعله لا يستطيع أن يتعامل مع الآخرين لأنه لا يتحمل أن يرفض له أى طلب ولذلك فهو يتعرض لصدمات نفسية كبيرة عندما يكبر وذلك عندما يفاجأ بأن الحياة للا تعطى للإنسان كل ما يتمناه .
ونصيحتى لكِ عزيزتى :
1 – عوديه على أن ليس كل شئ يريده يحقق له فمثلاً تعمدى أهمال طلباته البسيطة حتى واو كان فى أستطاعتك فعلها له حتى يعتاد على ذلك مع الطلبات الكبيرة .
2 – لا تنصريه دائماً على أخته حتى لا تخرجى من مشكلة معه وتقعى فى مشكلة أخرى مع أخته فإن هذه المعاملة من الممكن أن تجعل الفتاة تشعر أنكم تحبون أخيها أكثر منها لأن الطفل فى هذا السن لا يستطيع أن يدرك أن حب الأب والأم لجميع الأبناء يكون بشكل متساوى ولا يفرقوا بين أحداً منهم .
3 – عندما تأتى له نوبة الغضب عند رفض طلب له أتركيه يفعل ما يشاء ولا تهتمى به على الأطلاق لأنه يقوم بذلك لجذب أنتباهك له لتلبى له طلباته فلا تفعلى ذلك أبداً .
ومع الوقت وتكرار ذلك سوف يعتاد على تحمل المسئولية ويفهم معنى تلبية الطلب من عدمه بل أنه سوف يستطيع أن يميز بين الطلبات التى من الممكن أن تنفذ والطلبات التى سوف تقابل بالرفض .
4 – عندما تحدث مشاجرة بين الأبناء حاولى التوفيق بينهم ولا تظهرى أن أحد هو المخطأ (أذا كانت المشكلة صغيرة) ولا تهملى اموضوع إلا بعد أتمام المصالحة بينهم .
5 – حاولى دائماً التوفيق بينهم وحثهم على التعاون وحبهم لبعضهم البعض وذلك عن طريق خلق المواقف التى توضح ذلك .
6 – قصى عليهم القصص التى توجد بها تعاون وحب بين الأخوات وعقوبة العند وسوء نهاية الشخص العنيد حتى يكتسب خبرة .
ولا تتهاونى بهذه القصص فإن كل المفكرين والعظماء تعلموا وبُنيت شخصياتهم من خلال هذه القصص فهى لها مفعول السحر على الأطفال وتترسخ فى أذهانهم .
أتمنى لكِ التوفيق والنجاح والسعادة الأسرية الدائمة أن شاء الله
وأتمنى أن أكون قد أستطعت مساعدتك
الثلاثاء نوفمبر 18, 2008 1:31 am
